انا بحب فلسطين

I wish every one to visit us here http://eng-syam.blogspot.com

الاثنين، 3 أكتوبر 2011

ماذا بعد الذهاب للأمم المتحدة ؟؟

يبدو أن أوهام التوصل إلى حل سياسي عادل يوفر للشعب الفلسطيني حقه في الحرية وتقرير المصير في دولة مستقلة كاملة السيادة بالاعتماد الكامل على المفاوضات التي تنفرد الولايات المتحدة برعايتها قد انتهت إلى غير عودة. خاصةً بعد أن كانت الدبلوماسية السياسية قد حلت في سياقها محل مقارعة الاحتلال، والإقناع الدبلوماسي محل الكفاح، والعمل السياسي الفوقي للنخبة السياسية محل النضال الشعبي لتغيير موازين القوى، وانتهاؤنا جميعاً إلى الوضع الذي بدأت فيه الساحة الفلسطينية تشهد تغيراً جوهرياً وخطيراً في مسار كفاحها الوطني، تراجعت في سياقه أسس الالتفاف الشعبي الكاسح الذي تمتعت به قيادة منظمة التحرير الفلسطينية على مدار عشرات السنين السابقة.
دروس انتفاضة الأقصى ..
في مثل هذا التاريخ، وقبل أحد عشر عاماً، بحسه الثوري الفطري وتجربته السياسية وصلابة تمسكه بالأهداف الوطنية، التقط ياسر عرفات خطورة الاعتماد على المفاوضات كطريق وحيد، فكانت دعوته إلى تعديل موازين القوى من خلال الانتفاضة الثانية التي حظيت بتأييد شعبي عارم ومشاركة شعبية واسعة.
وقد كان مقدراً لهذه النقلة 'الثورية' أن ترد الاعتبار لمشروع التحرر والاستقلال، وأن تثمر بتعديل الموازين لولا وقوعها بالأعمال العسكرية التي أدت إلى تحجيم المشاركة الشعبية وعزل الناس عن دورهم النضالي المنشود، واستفراد إسرائيل بالميدان والتحكم بقواعد لعبتها المفضلة: الحسم العسكري بين 'جيش الدفاع' و'حفنة من المسلحين'.
وجاء التوجه الكفاحي للقيادة الفلسطينية بإعادة ملف فلسطين إلى الأمم المتحدة وخطاب الرئيس أبو مازن، ليفتح الباب أمام انطلاق الكفاح السياسي الفلسطيني المسنود عربياً ودولياً من جديد لعزل الاحتلال تمهيداً لإنهائه وإلى الأبد..
ماذا بعد الذهاب للأمم المتحدة ؟؟
سؤال لا ينفك يطرح نفسه كلما التقى فلسطينيان: هل إعادة الملف الفلسطيني للأمم المتحدة لا يعدو كونه تكتيكاً تم الإعداد له ببراعة؛ انتظاراً لأي تحسن في الظروف السياسية مستقبلاً ؟ كنتائج الانتخابات الأميركية القادمة ؟ على أمل العودة لنمط المفاوضات المنتهية نفسها ؟ أم أن هذه الخطوة تمثل توجهاً جديداً ينسجم مع ما يريده الشعب فعلاً ؟
ولكي لا نقع في جدل لا ينتهي أو في تشكيك لا حاجة له، فإن السؤال الأهم يبقى مع ذلك: كيف يمكن أن نضمن مواصلة العمل على تغيير موازين القوى السياسية، وبحيث لا نعود في مرحلة ما بعد نيويورك إلى المربع رقم واحد وإلى أساليب العمل العقيمة المنغلقة الأفق ؟
ربط مصيرنا بمصير الربيع العربي ..
ويبدو أن الإجابة عن هذا السؤال تكمن في أنه لا مفر أمامنا سوى السعي لربط مصيرنا الوطني بمصير الشعوب العربية الثائرة وبالدعم الإقليمي والدولي نتيجة التحول الأخير في السياسة الفلسطينية وإنجازات الربيع العربي، وذلك من خلال تعميق الحضور الفلسطيني الدائم في قلبه بدمج بعض الشعارات وتوحيد بعض الفعاليات.
يمكن لجهد كهذا أن يؤدي لجذب أوسع مشاركة فلسطينية وعربية كالتي اختبرنا زخمها لحظة إلقاء أبو مازن الخطاب الفلسطيني التاريخي. كما يمكنه أن يؤدي لتغيير قواعد المصالحة الفلسطينية بعد الانكشاف التلقائي للبرامج التي لم تكن لتؤمن يوماً بالمشروع الوطني الفلسطيني التحرري بقدر ما كانت تلحق أجنداتها وأهدافها التنظيمية الخاصة التي لن تقود الناس إلى أي مكان، والتي كان من الصعب كشفها قبل ذلك لامتلاكها الكثير من الرماد الذي كان وحتى فترة وجيزة صالحاً للذر في العيون. بهذا سيتحقق هدف كبير يتمثل في إعادة اصطفاف الجماهير القادرة على تمييز مصالحها الوطنية العليا، والتواقة لتغيير ميزان القوى السياسي المحلي والإقليمي والدولي والقواعد السياسية التي تتحكم بمصيرنا الوطني والتي بدأت ملامحها في التشكل من جديد.
تغيير أسس التفاوض ووظائفه ..
وبصرف النظر عمّا يمكن أن يجول في ذهن أيّ كان بخصوص خلفية مواقف القيادة السياسية الفلسطينية، فإن الأهم الآن هو أن تتواصل الجهود الضاغطة على القوى المؤثرة في قضيتنا الوطنية من خلال العمل السياسي الفلسطيني والعربي والإقليمي والدولي. فمن المرجح أنه، وفي جميع الأحوال، وبعدما أن يتم اعتماد خطوط 1967 (مع تعديلات محدودة) كحدودللدولة الفلسطينية العتيدة باعتبارها مرجعية ملزمة للمفاوضات الخاصة بالحدود، فمن الطبيعي أن تنشأ مفاوضات جديدة لا يتوجب أن تتعدى هذه المرة رسم هذه التعديلات المحدودة وليس التفاوض عليها، وما يسري على الحدود لا بد أن يسري أيضاً على تطبيق القرار 194 الخاص باللاجئين فلا مفر من التفاوض لبحث آليات تنفيذ حقوقهم، وسينطبق هذا أيضاً وبكل تأكيد على المياه والأمن .. وباقي أمور الحلول النهائية.
ما المطلوب بعد ؟؟
هيئة تنسيقيات فلسطينية محدودة العدد، عالية الأداء، مدعومة بجهد سياسي ورسمي من القيادة الفلسطينية بما لا يسمح للزخم الفلسطيني الذي نشأ مؤخراً بأن يتراجع بعد أن نهض من جديد .. بعد أن بعثت فلسطين من جديد. ويمكن لهذه الهيئة أن تتولّى برمجة فعاليات الفلسطينيين حيثما يوجدون، وتنسيقها مع فعاليات الربيع العربي واستثمار أيام الجمعة قبيل المحطات والمناسبات السياسية الكبيرة الآتية كجمعة التصويت لفلسطين في مجلس الأمن، جمعة فضح النفاق السياسي والكيل بمكيالين، جمعة التصويت لفلسطين في الجمعية العامة للأمم المتحدة، جمعة استثمار عيد الأضحى لنصرة تحرير المسجد الأقصى واستقلال فلسطين، وأعياد الميلاد المجيد لنصرة تحرير القدس وبيت لحم. ويمكن، بمشاركة فروع القوى السياسية والسفارات الفلسطينية والعربية في الخارج وبقرار من الجامعة العربية الدعوة لتنظيم فعاليات محلية وعربية ودولية من القطب الشمالي إلى القطب الجنوبي .. ومن أقصى الشرق إلى أقصى الغرب مروراً بكل عواصم الدنيا، ويمكن أيضاً أن يتم التنسيق لتنظيم مثيلات لها بمشاركة قوى السلام الإسرائيلية.
ويمكن لنا أن نتخيل ماذا سيكون عليه المشهد السياسي العالمي وما سيساهم به هذا في عزل الاحتلال مقدمة لإنهائه، وذلك غداة التصويت لدولة فلسطين في مجلس الأمن عندما تستجيب قوى التحرر العالمية لنداء فلسطين في الخروج إلى الشوارع وهي ترفع عشرات الملايين من الأعلام الفلسطينية أمام مقرات الأمم المتحدة في العالم وفي نيويورك وطوكيو والصين وروسيا وعواصم جنوب شرقي آسيا وأوروبا الغربية وأوروبا الشرقية والدول الإفريقية والعواصم العربية والإسلامية وفي القدس ورام الله ونابلس والخليل وجنين والناصرة والقدس الغربية وتل أبيب، كل في صوت واحد يهز الكرة الأرضية في مناسبة موحدة : لينتهي الاحتلال، ليرحل الاستيطان، ليتوقف النفاق الدولي وسياسة الكيل بمكيالين، ليتوقف الاستفراد الأميركي في رعاية العملية السياسية، نعم لمؤتمر دولي ملزم يتعهد بتطبيق قرار الشرعية الدولية خلال فترة ملزمة.

ليست هناك تعليقات:

ذوي الاحتياجات الخاصة

Kayan
;