قال صديقى: هذا واش يسوى في هذا المكان في هذا الوقت في الصحراء؟
قال السوّاق: أكيد يماني داخل تهريب وقفنا عند الرجّال وسلّمنا عليه وسألته من وين الأخ؟
قال: من اليمن . وين رايح ؟ قال: مشتاق إلى بيت الله
قلنا له: داخل نظامي؟ قال: لا والله تهريب . ليش ما دخلت نظامي؟
قال: لازم ادفع 2000 ريال تأمين وأنا ما عندي إلا 200 ريال ، ركبت ب 100 ريال وباقي 100 ريال
صديقى: طيب يا عم . كم لك وأنت تمشي؟ قال: 6 أيام
أنت: فاطر؟ قال: لا صائم
صديقى: طيّب أنت تجاوزت على أكثر من 5 نقاط تفتيش أمنية
كيف تجاوزتها؟
قال: والله الذي لا اله إلا هو آني أمر من عندهم وما في احد كلّمني
أنا: أنت جاي تشتغل؟ قال: لا والله أنا جاي مشتاق إلى بيت الله أبغي أسوّي عمرة رايح مكة
صديقى: الدوريات ما قبضوا عليك وأنت ماشي في الخط؟
قال: قبل نصف ساعة مسكتني دورية قبل مسافة 50 كلم وجابتنى عند القسم على بعد 1 كلم من هنا لكن سألوني وين رايح وحلفت لهم بالله أنى ابغي بيت الله وأطلقوا سراحي قلت في نفسي سبحان الله ربى جهز لك رجال الأمن ينقلونك بسرعة إلى هذا المكان حتى ييسر الله لك هذا المحسن
قام صديقى وأعطاه ظرفين وقال:
خذ هذه زكاة المال أخذها الرجال وقال: جزاكم الله خير طبعا هو ما يدري كم المبلغ إلّي في كل ظرف
فسألته: أنت تعرف العملة السعودية؟
قال: نعم
قلت طيب افتح الظرف وخبي الفلوس في حزامك لا تضيع
فك الظرفين يوم شاف الفلوس 10000 ريال طالع فينا
وقال: هذى كلها لي؟ قلنا: نعم لك
الرجال سقط في السيارة في حاله إغماء
نزلنا من السيارة وجلسنا نرشه بالميه وهو يصيح: هذه الفلوس كلها لي هذه الفلوس كلها لي
وجلس يبكى بكاء, يبكي الحجر
المهم صديقي قال: خلونا نوصله معنا قدام شوي وطلع معانا في السيارة وبعد ما استراح الرجال شوي
سألته: يا عم ليش ها البكاء الشديد؟
قال أنا عندي بيت في اليمن وعندي قطعة أرض جنب البيت
وهبتها لله وبنينا عليها مسجد أنا وعيالي من الحجر والطين المسجد خلص من البناء لكن كان باقي الفرش
وأشياء بسيطة وكنت جالس أفكر كيف افرش هذا المسجد صراحة كلنا بكينا بكاء عجيب وتذكرت قول النبي صلى الله عليه وسلم ) من كان همّه الآخرة جلبت له الدنيا بحذافيرها (
وقوله صلى الله عليه وسلم:
) من كانت الآخرة همه جعل الله غناه في قلبه وجمع له شمله وأتته الدنيا وهى راغمة ومن كانت الدنيا همه جعل الله فقره بين عينيه وفرق عليه شمله ولم يأته من الدنيا إلا ما قُدّر له (
عندها أشرت لصديقى
أن يعطيه زيادة فأعطاه ظرفين زيادة ليصبح المبلغ 20000 ريال وقبل أن ينزل الرجل من السيارة كان يتمتم ويدعوا وهو يبكي
قلت له: ماذا تدعو؟
قال: ادعى أن يربط الله على قلبي فالموضوع خطير لا يحتمله عقلي ولا قلبي أخاف تجيني جلطة
تركنا الرجل في الصحراء وتذكرت لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير
تغدو خماصاً وتروح بطاناً .
اللهم اجعلني خيراً مما يظنون ، ولا تؤاخذني بما يقولون
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق